
(لعبة “جوا و برا” انقلبت على رأس الفنان شوشو، فالرقابة صادرت اسطوانة “شحادين يا بلدنا” التي تتضمنها مسرحيته الأخيرة “آخ يا بلدنا” و التي عرضت حوالي خمسة أشهر على خشبة المسرح الوطني.
دعت النيابة العامة شوشو للمثول أمامها للتحقيق في هذه الجريمة “الكبيرة” بعد أن داهم عدد من رجال الأمن مكتبه و صادروا 135 أسطوانة و طلبوا سحب الاسطوانات التي في الأسواق، نكاية بالرقابة تقول كلمات الأغنية :
أراضينا للبيع للأغراب يا بلدنا
ضمايرنا للبيع للسفارات يا بلدنا
ليش بنسرق ما سألتونا
بنسرق لأنهم سرقونا
و ليش بنبيع ما سألتونا
بنبيع لأنهم باعونا
سرقونا الكبار و باعونا الكبار
و نحنا حرامية دراويش
صغار ، صغار ..
داخل المسرح الأغنية مسموح بها، خارج المسرح ممنوع تداول الأغنية، في الظاهر قبلات و تهاني و أوسمة و شهادات تقدير من الدولة و صور و “بوزات” مع جميع المسؤولين السياسيين، و في الواقع مسرح متروك لهمومه بلا مساعدات و لا هم يحزنون، و قصة شوشو مع الساسة و السياسيين و الانتقادات السياسية طويلة جداً.
شوشو الانسان، الكوميدي الكبير، يضحك الجمهور في الساعة السابعة، و في الثامنة و النصف يكون حزيناً و مهموماً، شوشو الذي اعتبروا أغنيته أخطر من الرشاشات التي بين أيدي الميليشيات و العشائر.
أتعرف ماذا كانت هواية شوشو المفضلة ؟ ما هي متعته ؟
أن ينزل إلى المسرح قبل كل الآخرين، ينير غرفه و قاعاته بالكهرباء، يجلس بين الكواليس يدخن، يفتل شاربيه و ينام أحياناً بين الكواليس ، و يضع أريكة صغيرة لينام عليها.. ))
من كتاب “شوشو آخ يا بلدنا” للصحفي اللبناني فاروق الجمال الصادر عام 1981 و الذي يتحدث فيه عن سيرة الفنان اللبناني حسن علاء الدين المعروف باسم شوشو و الذي توفي عام 1975 بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية بفترة قصيرة